سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 28 نوفمبر 1968.. عبد الناصر: أنا قلت لوزير التربية والتعليم «الطلبة تطلع متعرفش تقرأ وتكتب من الابتدائى بعد ست سنين تبقى فلوس بنرميها فى الفاضى»

الخميس، 28 نوفمبر 2019 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 28 نوفمبر 1968.. عبد الناصر: أنا قلت لوزير التربية والتعليم «الطلبة تطلع متعرفش تقرأ وتكتب من الابتدائى بعد ست سنين تبقى فلوس بنرميها فى الفاضى» جمال عبدالناصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
امتد اجتماع اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكى حتى الساعات الأولى من صباح 29 نوفمبر، مثل هذا اليوم، 1968 برئاسة جمال عبدالناصر، لمناقشة مظاهرات طلاب المدارس الخاصة والمعهد الدينى فى المنصورة يوم 20 نوفمبر 1968، وطلاب كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية يوم 23 نوفمبر.. «راجع، ذات يوم 23 و25، و27 نوفمبر 2019».
 
بدأ الاجتماع فى الساعة السابعة والنصف مساء 28 نوفمبر 1968،وحسب”وثائق وخطب عبد جمال عبدالناصر”، فإنه بعد كلمة الدكتور حلمى مراد وزير التربية والتعليم،علق «عبد الناصر» قائلا: «بالإضافة إلى كلام الدكتور حلمى مراد، الحقيقة حينما كونت الوزارة الجديدة، وكان هو وزير التربية والتعليم فى الحديث اللى حصل معاه، قلت له: الأولاد بيخرجوا من المدارس مابيعرفوش يقرأوا ويكتبوا، ودلوقتى كل بيت جايب مدرس أواثنين أوثلاثة لأولاده، ودى عملية فعلا لا يمكن لحد يقوم بها إلا القادر، وبعدين هو فوجئ حينما عرضت عليه وزير التربية والتعليم، هو كان متصور إنه جاى للتعليم العالى، فأنا قلت له: لا ده أنا جايب واحد من الجامعات علشان يقدر يشوف الجامعات عايزة أى نوعية، وإيه الضعف اللى موجود فى الطلبة حتى نقويه، وقلت له، إن عملية إن احنا نصرف هذه المصاريف فى المدارس، والطلبة تطلع ماتعرفش تقرأ وتكتب من الابتدائى بعد ست سنين، تبقى فلوس بنرميها فى الفاضى».
 
أضاف عبدالناصر: «أيضا كان الهدف وكان التوجيه أن هناك علوما كثيرة وحشو للطلاب، خصوصا التوجيهية، وإن فيه حاجات بياخدوها النهاردة فى التوجيهية، وبعد كده بيرجعوا ياخدوها فى الجامعات، وأنا قلت للدكتور حلمى إنى لما اطًلعت على مناهج التوجيهية وجدت أن جزء منها بيُدرًس فى الجامعات،والمقررات صعبة جدا فعلا على الطلبة،لأن سنهم أقل من 17 سنة،وبالنسبة للرياضة والعلوم،المقررات زادت بدرجة كبيرة جدا، فيجب إن احنا نخفف هذه المناهج على طلبة الثانوى، ولانجعل تكرار للى يُأخذ فى الجامعة،الحقيقة ده كان داخل عملية الإصلاح..أنا حبيت أضيف هذا الكلام على الكلام اللى قاله الدكتور حلمى مراد، وبعدين برضه باقول إن احنا وافقنا فى مجلس الوزراء.. بحثنا هذا الموضوع مرتين، أقرته وبحثته قبل كده لجنة، ثم لجنة أخرى من مجلس الوزراء، اشترك فيها أساتذة الجامعة، ثم أُقر بعد أن قُرئ بالكامل فى مجلس الوزراء، وقبل إقراره بحثته اللجنة المتفرعة من اللجنة المركزية، وبعدين التفسيرات اللى إداها الدكتور حلمى مراد كانت نُشرت، ونشر هو قبل كده هذه الأمور فى الجرائد».
 
بعد تعليق عبدالناصر، تحدث أمين الاتحاد الاشتراكى بالدقهلية محمد السيد عبدالرحمن، وتحدث وزير العدل محمد أبونصير ووزير التعليم العالى، وأمين الاتحاد الاشتراكى بالإسكندرية عيسى عبدالحميد شاهين، وأمين الاتحاد الاشتراكى فى الجيزة فريد عبدالكريم، وفى الساعة العاشرة والدقيقة الخامسة ليلا، أخد المشاركون استراحة، وأعيد الاجتماع الساعة العاشرة والدقيقة الأربعين، وتحدث شعراوى جمعة وزير الداخلية، ومحمد أحمد عبدالهادى على، ومحفوظ سعد الدين، والدكتور مصطفى أبوزيد فهمى، وأحمد العماوى، وفاروق متولى، وأحمد البيلى، الدكتور أحمد السيد درويش، والدكتور جابر جاد عبدالرحمن.. انتهت الجلسة الساعة الثانية عشرة والدقيقة الخامسة والأربعين للحاق بسحور رمضان، على أن تستكمل فى مساء اليوم التالى.
 
فى كلمة وزير العدل، قال إن النيابة قامت بحصر عدد المصابين من المتظاهرين ومن رجال الشرطة، وتحقيق أسباب إصابتهم، وظهر من ذلك، وفاة أربعة أشخاص هم، عبد الرحمن عبدالرحمن متولى البشبيشى «طالب بمدرسة على الفلال الثانوية»، أبوالعينين عبدالوهاب على حسب الله «طالب بمدرسة الملك الكامل الإعدادية»، المعصراوى عبدالحليم أحمد العراقى «طالب فى المدرسة الصناعية الثانوية»، عبدالمسيح سليمان فايد «مزارع مقيم بالمنصورة» بالقرب من مبنى مديرية الأمن، وإصابة 32 شخصا منهم 4 من الطلبة أصيبوا بأعيرة نارية وحجزوا بالمستشفى للعلاج، وبارح الباقى المستشفى، وأصيب من الشرطة 9 من كبار الضباط من بينهم اللواء أحمد حسن الصبان «نائب مدير الأمن»، العميد محمد محمد عيد «مساعد مدير الأمن»، العقيد محمد زكريا طلعت، والمقدم محمد السيد المصرى، والمقدم السيد عبدالواحد جاد، وأصيب 14 جنديا من الشرطة.
 
فى مسار هذه المناقشات الثرية هناك ما يستحق التوقف عنده، أهمه هذا الحضور الرسمى تنفيذيا وشعبيا فى موقع الحدث، فلم تقتصر المعالجة على الوسائل الأمنية، وإنما كان هناك حوارات شارك فيها مسؤولون على أعلى مستوى انتقلوا من القاهرة إلى المنصورة.. نزل وزير التربية والتعليم الدكتور حلمى مراد، ووزير العدل محمد أبونصير، والنائب العام، وقيادات الاتحاد الاشتراكى «التنظيم السياسى الوحيد وقتئذ».. قال أمين الاتحاد الاشتراكى بالدقهلية محمد السيد عبدالرحمن: «يوم الحادث وهو يوم الخميس، وصل بعد المغرب مباشرة وزير العدل والنائب العام للإشراف على التحقيقات.. وبعد فترة وصل أنور السادات وعبدالمحسن أبوالنور، ووجد أعضاء الاتحاد الاشتراكى مجتمعين فحضرا الاجتماع، وناقشا العملية، واتفقنا على الخطوات التى يجب أن تُتخذ، وفى يوم السبت وصل وزير الشباب، وضياء الدين داود، وكان لهما مجهود يُشكر فى تهدئة الناس».
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة