من ينقذ فلاحى أكبر قرية بمصر لتربية المواشى وإنتاج الألبان؟.. وقعوا فريسة لشركات الألبان والأعلاف.. ويؤكدون: الشركات تستلم كيلو اللبن بـ4 جنيهات وتبيعه بـ17.. ومربية: "ببيع الـ4 عجول بـ10 آلاف لانخفاض الأسعار"

الخميس، 25 يوليو 2019 12:00 م
من ينقذ فلاحى أكبر قرية بمصر لتربية المواشى وإنتاج الألبان؟.. وقعوا فريسة لشركات الألبان والأعلاف.. ويؤكدون: الشركات تستلم كيلو اللبن بـ4 جنيهات وتبيعه بـ17.. ومربية: "ببيع الـ4 عجول بـ10 آلاف لانخفاض الأسعار" من ينقذ فلاحى أكبر قرية بمصر لتربية المواشى
الغربية - عادل ضرة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مأساة حقيقية يعيشها الفلاحون ومربو المواشى بقرية إبشاواى الملق التابعة لمركز قطور بمحافظة الغربية، والتى تُعد أكبر قرى الجمهورية فى تربية المواشى وإنتاج الألبان، نتيجة انخفاض أسعار الألبان، وانخفاض أسعار المواشى بشكل كبير، مما يعرضهم لخسائر فادحة وقيام العديد منهم بتصفية المزارع لإيقاف نزيف الخسائر، بعد أن أصبحت شركات الألبان تتحكم فى أرزاقهم، حيث تقوم باستلام الألبان من الجمعية التعاونية لتنمية الثروة الحيوانية بالقرية بمبلغ يتراوح بين 450  وحتى 500 قرش للكيلو، فى حين أن الشركات تقوم ببيعه بسعر 17 جنيها للكيلو، ويضطر الفلاحون إلى بيعه بسعر منخفض خشية تراكم اللبن وفساده، فى حين أن سعر الـ4 عجول الصغيرة وصل لـ10 آلاف جنيه.

IMG_20190723_151330

وقال المهندس فتحى أبو الفتوح، مدير الجمعية التعاونية لتنمية الثروة الحيوانية بقرية ابشواى الملق، إن الجمعية هدفها تنمية الثروة الحيوانية والوقوف بجانب الفلاح الصغير، وتستلم 20 طن لبن يوميا ويصل لـ40 طنا فى الربيع، وينخفض فى الصيف عن الربيع لاعتماد الفلاح فى فصل الصيف على الأعلاف الجافة على عكس فصل الربيع وهو ما يقلل كمية الألبان المنتجة.

IMG_20190723_152015

وأشار "أبو الفتوح" إلى أن الجمعية تضم 700 عميل مسجلين فى دفاتر الجمعية، بحوالى 2500 رأس ماشية يوردون يوميا 20 طن لبن، كما أن إنتاج القرية بشكل عام 40 طن لبن/يوم.

IMG_20190723_155908

وأضاف أبو الفتوح، أن هناك عددا من المعوقات التى تواجه الجمعية فى تسويق اللبن لقيام الشركات بتخفيض أسعار استلام الألبان ليتراوح ما بين 470 لـ500 قرش بينما يصل سعر كيلو الأعلاف لـ495 قرشا، وهو ما يعرض الفلاحين للخسائر بسبب عدم قدرته على تعويض خسارته ببيع اللبن بسعر قليل، ويضطر لشراء أعلاف ومحاسبة العمالة من ما له الخاص، فضلا عن اتفاق الشركات على سعر موحد لاستلام الألبان، وهو ما لا يتيح أى فرصة للفلاحين للتعامل مع أى شركات أخرى.

IMG_20190723_155620

وأشار أبو الفتوح، إلى أن الفلاحين يواجهون مشكلة أخرى هى  تدنى أسعار العجول والأبقار، وبالتالى يعانى الفلاح عن حاجته لبيع أى رؤوس ماشيه لديه لسد الاحتياجات من الأعلاف، حيث كانت أسعار العجول الصغيرة فى الفترة الماضية تصل لـ10 آلاف جنيه، والآن أصبح ثمن العجل الصغير لا يتعدى 5 آلاف جنيه فضلا عن ارتفاع أسعار الإيجارات الخاصة بالأراضي، متابعا أن الفلاحين يعانون من شبح الأدوية البيطرية، خاصة أن هناك أدوية مجهولة المصدر، ولا توجد أى رقابة على الأدوية البيطرية، وارتفاع أسعارها.

IMG_20190723_160355

وأضاف أبو الفتوح، أن الجمعية تتسلم اللبن من الفلاحين وتقوم الجمعية بتسليمه أعلاف طوال الشهر ومحاسبته بنهاية الشهر، وفى حال وجود مديونية للجمعية لدى الفلاح تقوم بمساعدته وتتحمل لفترة معينة لحين سداده المبالغ.

 

وأوضح أبو الفتوح، أن استيراد الشركات الألبان المجففة تسبب فى ركود السوق وقلة سحب الشركات الألبان من الفلاحين، مطالبا الشركات برفع أسعار استلام الألبان من الفلاحين لتحقيق معادلة التوازن فى الربح بين الفلاح والشركات.

IMG_20190723_161005

من جانبه أكد محمود صبحى، محاسب بالجمعية، على عدم وجود آلية لتحديد أسعار الأعلاف والألبان وتخضع لتحكمات شركات القطاع الخاص وعدم وجود رقابة عليها، وتقوم الشركات بتحديد الأسعار بناء على اتفاق فيما بينهم، إلى جانب زيادة استيراد اللبن البودرة من الخارج، أدى إلى زيادة المعروض من اللبن الطبيعى وقلة الطلب عليه مما أدى إلى انخفاض سعره، وأحدث فجوة بين إيرادات الفلاح وتكلفة تربية المواشى.

 

وأشار صبحى، إلى أن هناك فلاحين قاموا بتصفية مشاريعهم وهو ما يهدد الثروة الحيوانية فى مصر، خاصة أن أغلب إنتاج الألبان يكون من صغار الفلاحين.

IMG_20190723_162537

وتابع صبحى، أن قرية إبشاواى الملق من أكبر القرى على مستوى الجمهورية فى تربية المواشى وإنتاج الألبان وتعد من الأنشطة الرئيسية بالقرية، وتمثل ربع إنتاج الألبان وتربية المواشى على مستوى الجمهورية.

 

وأشار صبحى، إلى أن الشركات تتأخر فى رد مبالغ الألبان، وبالتالى يتأخر الفلاح فى استلام أمواله، متابعا أن الجمعية تقوم بتسليم 20طن يوميا من الألبان يتم تخزينها فى مبردات على فترتين ويتم نقلهم بمبردات إلى الشركات.

IMG_20190723_162542

وأضاف صبحى، أن الجمعية تجرى تحليلا للألبان قبل استلامها من الفلاح تحليل كثافة ودهون وحموضه للتأكد من أن اللبن محلوب حديثا من عدمه، وفى حال مخالفة اللبن للمواصفات، يتم رده مرة أخرى للفلاح وعدم استلامه منه.

 

وأشار صبحى، إلى أن هناك عدة سلالات يقوم فلاحو القرية بتربيتها، منها "براون- فريزان- هورشتين- سميتال"، موضحا أن القرية تستقبل وفودا اجنبيه من فرنسا ودول عربية على فترات لمتابعة اعمال اعمال استلام الألبان وتربية المواشى بالقرية.

IMG_20190723_162551

من جانبه أكد محمد أحمد رسلان أحد المربين للمواشى، أنه يعانى من تدنى سعر اللبن حيث يصل سعره لـ450 قرشا وتبيعه الشركات بـ17 جنيها، فى حين أن سعر زجاجة المياه المعدنية 6 جنيهات، ويحتوى اللبن على جميع العناصر المعدنية، مشيرا إلى أن الشركات الكبرى تستورد ألبان بودرة ويستخدموها بديلا للبن الطبيعى بحثا عن المكسب السريع.

IMG_20190723_162713

وأشار رسلان، إلى ان سعر كيلو العلف 5 جنيهات أعلى من سعر كيلو اللبن وهو ما يعرضنا لخسائر فادحة، مطالبا المسئولين بالنظر لسعر اللبن وتغيير سعره حتى يتثنى للفلاح تعويض خسارته الناتجة عن التربية وغلاء الأسعار.

 

وأضاف رسلان، أن الثروة الحيوانية بالقرية، تعانى من الإصابة بأمراض الحمى القلاعية والطاعون، ونضطر لشراء تحصينات مستوردة حفاظا على الحيوانات، موضحا أن أسعار كيلو اللحم الحى 50 جنيها ولا تغطى تكاليف الإنتاج والتسويق، ويضطر الفلاح للدفع من ما له الخاص للحفاظ على بقاء الحيوانات، أملا فى تحسن الأحوال الاقتصادية.

 

وقال إبراهيم سعد هيلم حاصل على ليسانس لغات وترجمة قسم عربى إنه اتجه إلى تربية المواشى بحثا عن مصدر رزق بعيدا عن العمل الحكومى، متابعا: وكانت حركة السوق تعود علينا بالنفع وعائد ربح أكبر، ولكن منذ 3سنوات ونحن نعانى معاناة شديدة ستقودنا إلى غلق المزارع وانهيار اقتصادنا.

 

وأضاف إبراهيم، أن لبن مواشى القرية أفضل لبن على مستوى الجمهورية باعتراف شركات الألبان، ورغم ذلك تقوم الشركات باستلام اللبن منا بسعر 450 قرشا للكيلو، فيقع الفلاح فريسة بين الشركات التى تحقق أكبر نسبة ربح ولا تنظر فى أمر الفلاحين.

IMG_20190723_162936

وأشار إبراهيم إلى أنهم تقدموا بشكاوى لمحافظ الغربية ومسئولى وزارة الزراعة ولكن دون فائدة، ولا يتدخل أحد لإنقاذ الفلاح من هذه الكارثة.

 

وأوضح إبراهيم أنهم يعانون من مشكلة كبرى وهى ارتفاع أسعار الأدوية البيطرية وعدم وجود رقابة عليها، إلى جانب وجود أدوية بيطرية مصنوعة تحت بير السلم مما يؤثر على صحة الحيوانات.

 

وأشار إبراهيم إلى أن استيراد الحيوانات من الخارج أثر عليهم بالسلب، ورغم ذلك أسعار اللحوم مرتفعة فى الأسواق، مطالبا بتدخل المسئولين لانقاذ الفلاح من شقى رحى شركات الألبان وشركات الأعلاف، ووضع حلول لتعويض الفلاح عن الخسائر التى يتكبدها من انخفاض سعر اللبن.

 

وأوضح أن الجزار يحصل على مكسب 100% ويقوم ببيعها بـ120 جنيها للكيلو، فى حين انها تقف عليه بـ80جنيها ويقوم ببيعها بزيادة 100%، ولا توجد أى رقابة عليهم ويستغلون حاجة المواطنين.

 

وقال وسيم ابراهيم باحث قانونى بالضرائب العقارية بالغربية وأحد مربي المواشى، إن أسعار اللبن متدنية للغاية، وانخفاض سعر الأبقار والجاموس وارتفاع سعر الكُسب لـ260جنيها للجوال، إلى جانب ارتفاع أسعار إيجار الأراضى الزراعية وهو ما يُعرض المربين لخسائر.

 

وطالب بتفعيل دور الوحدات البيطرية وتحصين المواشى بشكل دورى بالمجان، والمرور على المربين لتحصين المواشى بدلا من ان ينتقل المربى بالمواشى لتحصينها، كما طالب برفع سعر استلام اللبن من الفلاحين حتى يتمكن تحقيق هامش ربح لتعويض خسائره من التربية وزياده سعر الأعلاف.

 

أما كوثر نعمان يحيى مدرسة بالأزهر الشريف، فقالت إنها تعمل فى تربية المواشى لتحسين ظروفها المعيشية، وتعانى من انخفاض سعر المواشى والألبان وارتفاع سعر الأعلاف، ويضطرون لشراء الذرة والكُسب فى فصل الصيف لعدم وجود بديل لهم سوى البرسيم والذى لا يتم زراعته فى الصيف.

 

وأشارت إلى أنهم يضطرون لبيع العجول فى السوق بأسعار مخفضه لتعويض خسارتهم من ارتفاع اسعار الاعلاف وانحسار أسعار الألبان، حيث كان العجل يُباع بـ30ألف والآن أصبح سعره 10آلاف جنيه ونضطر لتركهم وتربيتهم، لأن بيعهم سيعود عليهم بخسارة، قائلة: "الـ4عجول حاليا بـ10 آلاف جنيه فى حين أن سعر الواحد فى الفترة السابقة كان يُباع بـ10 آلاف جنيه".










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة