د. داليا مجدى عبد الغنى تكتب: انتظر حتى النهاية

الجمعة، 06 سبتمبر 2019 01:16 م
د. داليا مجدى عبد الغنى تكتب: انتظر حتى النهاية د. داليا مجدى عبد الغنى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى أحد الأيام، سألنى أحد الأشخاص، ما أكثر صفة أُحبها فى نفسى؟ فكانت إجابتى على الفور، وبدون تفكير أو تردد هى، إننى أحب أن أسير وراء هدفى حتى آخره، والحقيقة هذه الطبيعة، أعتبرها من أهم الصفات التى لابد أن يتمتع بها الإنسان، فأنا طيلة حياتى لا أخسر أى شىء من أول جولة، بل أُصر أن أتحمله وأصبر عليه وأدرسه حتى نهايته، وهذا الأمر ينطبق على الأشياء والأشخاص والتصرفات، نظرًا لإيمانى الشديد بأن الجولات الأولى هى مجرد مرحلة تعارف، لذا لا يمكن أن تصلح قرينة للحكم على الأمر.

فمن الحكمة أن تُعطى الفرص لأى أمر فى حياتك، لذا لا تنسحب من أول جولة، فكثيرًا ما نجد أشخاصًا يخسرون وظائفهم بسبب انسحابهم من أول مشكلة تواجههم، فيقررون ترك العمل، والبحث عن غيره، وآخرين ينفصلون عن أزواجهم من أول خلاف، أو من الخلافات الأولية؛ لاعتقادهم أن تلك الخلافات كفيلة بالحكم على مدى واستقرار العلاقة، وغيرهم يعرضون الكثير من الأشياء وممتلكاتهم للبيع، بمجرد أن يظهر أى عيب فى هذا الشىء، أو نزاع فى المُلك، ولا يحاولون خوض التجربة أو دخول المعركة.

ومن رأيى أن القدر عندما يضع فى طريقنا أى شىء، يكون من ورائه حكمة فى حياتنا، لذا علينا أن نخوض التجربة ونبحث فى هذا الشىء وندرسه بتأنى شديد؛ حتى تظهر لنا الحكمة منه، قطعًا سيقول البعض، لكن هناك خسائر فى الوقت والأعصاب، وأشياء كثيرة، وسيكون ردى أن كل شىء فى الحياة له ثمن، فمن الطبيعى أن يدفع الإنسان ثمن الشىء الجميل الذى يحصل عليه، أو ثمن الدرس القيم الذى تعلمه من الأشياء القاسية.

فمن يقود سيارته ويسير فى طرق وعرة، ويظن أنه قد ضل الطريق، حتى يصل فى النهاية إلى طريقه، فبلاشك أنه خسر وقتًا وبنزينًا وأعصابًا، وقطعًا هو يظن أنه لم يكسب شيئًا، مقابل كل تلك الخسائر، لكنه فى الحقيقة، ربح معرفته بطرق جديدة، قد تحتاح إلى السير فيها، فى يوم من الأيام، لكنه حينها سيكون على دراية بها، وربح أن هذا الطريق قد يقابل فيه من يُرافقه الدرب بقية حياته، وربح أيضًا أن تأخره قد يكون أنقذه من شر، كان فى انتظاره، لو أنه وصل فى موعده.

لو أردت أن تعرف الحقيقة، وتبلغ غايتك، فحاول أن تنتظر حتى تعرف نهاية الشىء، فربما تكون النهاية جميلة ورائعة، فلا تتعجلوا الأمور؛ حتى لا تندموا، فمن ينتظر النهاية، سواء كانت حُلوة أو مُرة، ففى الحالتين لن يندم، لأنه فى الحالة الأولى سينعم بحلاوتها، وفى الثانية سيتركها غير نادم؛ لأنه لن يقول ليتنى ما تعجلت.

وثقوا تمامًا أن أى شىء لا يأتى فى طريقك صُدفة، فقطعًا كان من ورائه حكمة بالغة، قد لا تظهر على الفور، لكنها حتمًا ستظهر فى يوم ما، لو انتظرت حتى ينزل تتر النهاية.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة