هل ضرب حاكم الجزائر للقنصل الفرنسى هو السبب الحقيقى وراء احتلال الجزائر؟

الأربعاء، 29 أبريل 2020 12:22 م
هل ضرب حاكم الجزائر للقنصل الفرنسى هو السبب الحقيقى وراء احتلال الجزائر؟ داى حسين
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى مثل هذا اليوم من 1827 وقعت حادثة قصر القصبة حين لطم حاكم الجزائر داى حسين قنصل فرنسا بالمروحة، وعلى إثر ذلك احتلت فرنسا الجزائر، وقد عرفت باسم "حادثة المروحة"، ولكن السؤال هنا هل هذا فعلا السبب الحقيقى وراء احتلال فرنسا للجزائر؟ أم أنه مبرر  لهذا الاحتلال؟.

الداي حسين
الداي حسين

 

فى كتاب "كفاح الشعب الجزائرى ضد الاحتلال الفرنسى" للدكتور على محمد الصلابى، يرى أن معظم المؤرخين لا يؤمنون بالإهانة المزعومة المتمثلة فى ضربة المروحة التى أصابت قنصل فرنسا "بيار ديفال"، من طرف الداى حسين، حيث أن هناك روايات متعارضة صدرت من القنصل ومن الداى.

فتحدث الداى حسين عن ضربة خفيفة ناجمة عن محادثات تميزت بالشدة فى موضوع العلاقات الجزائرية الفرنسية، فى تلك المحادثات أشار الداى إلى أنه لم يتلق جوابًا من الحكومة الفرنسية فى موضوع الدين الذى كان على عاتقها بعد أن زودتها شركة بكرى بوشناق بالحبوب علمًا بأن الخزينة الجزائرية لها حقوق مترتبة على تلك الصفقة، وقد تم بشأن هذه القضية اتفاق صادق عليه الداى يوم 23 ديسمبر 1819م، وغرفة النواب الفرنسية يوم 24 يوليو 1820.

وأوضح الكاتب على محمد صلابى، أنه فى تقرير موجه إلى السلطان سليم الثالث، أكد الداى أن القنصل أجاب بكلام شاتم الدين الإسلامى ولشخصه السلطان، إن إجابة القنصل كانت تحمل ما معناه : إن الملك الفرنسى والدولة الفرنسية لا يرضيان بالإجابة على رسائلك".

اعتبر الداى هذا الجواب إهانة له وطلب من القنصل مغادرة القاعة ملوحًا بمروحة كانت فى يده واعتبرت الحكومة الفرنسية أن الداى أهانها عندما ضرب قنصلها بالمروحة، واعتبرت ضربة المروحة سببًا كافيًا لغزو الجزائر، وقطعت العلاقات بين البلدين وراحت فرنسا تعد العدة لغزو الجزائر بعد أن انكشفت شواطئها على إثر تدمير اسطولها فى معركة نافارين.

بينما هذا الوضع جعل هناك انقسام بين المسؤولون الفرنسيون، فحسب ما كاب بتاب "كفاح الشعب الجزائرى ضد الاحتلال الفرنسى": فريق يخشى من المقاومة الجزائرية فيقترح الاكتفاء بفرض حصار بحرى على السواحل الجزائرية كرد على إهانة الداى وإجباره على الخضوع للمطالب الفرنسية، أما الفريق الثانى فيرى ضرورة القيام بعملية إنزال واحتلال مدينة الجزائر وهو التيار اليمينى الذى يرى فى احتلال الجزائر عملية تنسى الشعب هزيمة 1815م.

وبالفعل فرض الأسطول الفرنسى حصار على السواحل الجزائرية ثلاث سنوات من 16 يونيو 1827م وحتى 13 يونيو 1830 تاريخ الغزو، وكلف الحصار فرنسا 7 ملايين فرنك سنويًا.

 

ويرى كتاب "فاح الشعب الجزائرى"، أن فرنسا كانت مدفوعة فى غزوها للجزائر بأسباب عدة ولكنها ادعت أمام الرأى العام الأوروبى أن هدفها القيام بحملة تأديبية ضد الجزائر، وفى الحقيقة أن فرنسا كانت تخطط لاحتلال الجزائر والاستيلاء عليها منذ 1792م، أى عام إبعاد إسبانيا وتصفية قاعدتها العسكرية فى المرسى الكبير بوهران.

ويؤكد الدكتور على محمد صلابى، أنه كانت لدى تجار فرنسا والقيادة السياسية رغبة قوية أن تحل فرنسا محل إسبانيا فى شمال أفريقيا وتسيطر على هذه المنطقة الغنية بالثروات الطبيعية وبصفتها موقعًا استراتيجيًا هامًا من الناحية العسكرية، فإن الجيش الفرنسى كان يسعى باستمرار لتقوية أسطوله وإنهاء السيطرة الإنجليزية على حوض البحر الأبيض المتوسط، كما أن هناك أسباب عديدة سياسية، دينية واقتصادية وغيرها.

 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة