"الحاجة أم الاختراع"، مقولة أصبحت شعارًا للمرحلة خلال أزمة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، الذى فرضت إجراءات الوقائية قيود صارمة على ضرورة اتباع التباعد الاجتماعى خاصة مع كبار السن للحد من تفشى الفيروس القاتل، لكن هناك فكرة مبتكرة لكسر الجمود الذى أصاب العلاقات الاجتماعية وحرم الناس من عناق بعضهم البعض، كانت هذه الفكرة عابرة للقارات حيث انتشرت فى أمريكا وكندا وبريطانيا.
توصلت شابة كندية إلى طريقة مبتكرة لمعانقة والدتها بأمان أثناء تفشى فيروس كورونا، وأطلقت عليه اسم "قفاز العناق"، والابتكار البسيط ليس إلا ستارة بلاستيكية مزودة بأربعة أكمام ومعلقة على حبل غسيل.
Nothing can stop this family and their desire to hug
— Storyful Viral (@StoryfulViral) May 11, 2020
📹 Carolyn Ellis pic.twitter.com/TqjmBrzFn0
فى مدينة جويلف فى جنوب أنتاريو، طورت كارولين إليس وزوجها أندرو ما يسمى بـ"قفاز العناق" عشية عيد الأم الذى احتفل به هذا العام فى 10 مايو فى أمريكا الشمالية، وقالت كارولين لـ"فرانس برس": "فكرت فى أنها لن تحصل على معانقة، وكان علينا أن نفعل شيئا حيال ذلك. أردت أن أعطيها عناقا فى عيد الأم".
وثبت الزوجان الأكمام فى ستارة بلاستيكية كبيرة، مما يسمح لشخصين بمعانقة بعضهما بعضا دون تلامس مباشر، وأضافت إليس: "احتاج إنجازها إلى وقت كبير خصوصا فى ما يتعلق بمحاولة معرفة حجم الثقوب وارتفاعها. عملنا على ذلك حتى ساعات متقدمة من ليل السبت، ثم جهزنا كل شيء لعيد الأم يوم الأحد".
وتمت مشاركة مقطع فيديو سجل للشابة ووالدتها فى اللحظة التى تعانقتا فيها، على وسائل التواصل الاجتماعي، وانتشر على نطاق واسع، لكن إليس تقول إنها فوجئت بسرعة انتشار الفيديو، وأوضحت: "أردت فقط معانقة والدتي. فوجئنا بسرعة انتشار الفيديو على الشبكات الاجتماعية لكننا شعرنا بسعادة كبيرة عندما أدركنا أن أشخاصا آخرين يمكنهم الاستفادة من هذه الفكرة"، وقالت: "هذا يسمح لنا بالقيام بأمور طبيعية نوعا ما. إنه يمنحنا أملا بأن هذا الوضع لن يستمر إلى الأبد"، وذلك وفقًا لما نقلته شبكة "سكاى نيوز" الإخبارية.
ولم تكن أليس الوحيدة التى نفذت تلك الفكرة المبتكرة، حيث ابتكر أيضًا الشاب البريطانى أنتونى كاوفين، البالغ من العمر 29 عاما، الاختراع الجديد نفسه، حيث صمم "ستارة العناق أو Cuddle Curtain" بعد قضائه شهرين ونصف الشهر محروما من رؤية جدته واحتضانها، بسبب سياسة الإغلاق التى تتبعها بريطانيا لمكافحة الفيروس التاجى فى البلاد.
وصنع كاوفين اختراعه "ستارة العناق" الذى يتكلف نحو 70 جنيها إسترلينيا من ستارة دش شفافة، مزودة بأزواج من أكمام أمان طويلة على الجانبين بحيث يمكن لشخصين بفضلها التحرك بسهولة فى مكانهما فى مقابل بعضهما البعض ومن ثم احتضان بعضهما، حسب صحيفة "ذا صن" البريطانية.
وفاجأ كاوفين جدته باختراعه الفريد الجمعة الماضي، الذى مكنهما أخيرا من احتضان بعضهما البعض بطريقة أمنة. تلك اللحظات المؤثرة التى صورتها ميريام (27 عاما) زوجة الحفيد، ونشرتها على الإنترنت، جذبت نحو 13 مليون مشاهدة حول العالم.
وقال الحفيد كاوفين للصحيفة البريطانية: "نهتم ببعضنا البعض بشكل كبير فى العائلة، وجدتى هى رب الأسرة، فلديها 3 أبناء و8 أحفاد، لديهم 3 أبناء"، وأضاف: "طوال الفترة السابقة، كنا نأخذ الطعام الذى تصنعه لنا، ونلوح لها من النافذة، ولكن هذه هى المرة الأولى التى أتمكن فيها من معانقتها منذ بدء الإغلاق"، وقبل أن يأخذ كاوفين اختراعه إلى منزل أجداده، جربه هو وزوجته ونجح بالفعل، ليقرر استخدام "ستارة العناق" القابلة للتطهير بعد كل استعمال، التى صنعها خصيصا لاحتضان جدته مرة أخرى.