3 أبريل 2021 موعد جديد مع حدث منتظر أن يبهر العالم كله بعظمة المصريين وعراقة الحضارة المصرية، بعد إعلان وزارة السياحة والآثار رسميا نقل 22 مومياء ملكية من المتحف المصرى القديم إلى المتحف القومى للحضارة بمنطقة الفسطاط، تلك المدينة التى أنشأها عمرو بن العاص عام 640 م، وقبل الحديث عن هذا الحدث العالمى يجب أن نعلم أن متحف الحضارة أحد أكبر المتاحف العالمية، حيث يضم كل مظاهر الثراء والتنوع خلال مختلف العصور بدءاً من عصور ما قبل التاريخ وحتى وقتنا الحاضر.
والعظيم، أن الدولة المصرية تحرص كل الحرص على استغلال هذا الحدث العالمى، للترويج عن حضارة مصر التاريخية، مما يؤكد أن مصر تشهد ميلاد جمهورية جديدة، هدفها التطوير في كافة القطاعات، وإبراز دور مصر القيادى والريادى في المنطقة والعالم أجمع من جديد بل استعادة حضارتها التى ما زال يقف العالم أجمع أمامها بإبهار وإقدار منذ آلاف السنين، ولهذا جاء التخطيط أن يكون هذا الموكب تاريخيا لـ22 عربة من الطراز الفرعونى تجرها الخيول، وعدد من العجلات الحربية القديمة، ويرتدى قائدوها الزى الفرعونى فى مشهد يعكس أصالة وعراقة المصريين.
وما يزيد الأمر جمالا وعظمة، أنه مخطط أن يكون بدء انطلاق هذه الرحلة الذهبية، بعد غروب الشمس، ورفع الستار عن المسلة الجديدة وفتح صناديق الكباش الأربعة بميدان التحرير بالتزامن مع عزف الموسيقى طوال مسار الرحلة.
وليس هذا فقط، وإنما مخطط أيضا أن الرحلة الذهبية تصاحبها إضاءة متميزة لكل موضع ينتقل إليه الموكب عبر رحلته بما فيها سور مجرى العيون، بالتزامن مع تحرك العديد من القطع البحرية فى مجرى النيل، وكذلك تصميمات وعروض فنية مبهرة سيتم تقديمها منذ خروج الموكب وانطلاقه ليجوب شوارع القاهرة العريقة، ليرى العالم أجمع مشهدا يليق بعظمة الأجداد وعراقة المصريين.
ومما لاشك فيه، إن مصر تعيش الآن لحظات تاريخية فى صنع الريادة من جديد، للعودة لمحاكاة العالم بما لديها من تاريخ وحضارة، ويتجلى هذا فيما تفعله الآن من إنشاء مشروعات كبرى أصبحت محل إبهار للعالم أجمع، كمشروع العاصمة الإدارية، وشبكة الطرق والكبارى، والطفرة الحقيقة فى التعليم والصحة، ومشروع تطوير الريف المصرى الذى سيجعل 58 مليون مصرى على موعد من السعادة، لنصل إلى المشروع الأضخم، وهو تطوير القاهرة الخديوية، ليصبح ضمن المزارات الأثرية والسياحية التى سيتحاكى بها العالم أجمع عن قريب.
وأخيرا.. رغم كل التحديات فى المنطقة، فإن مصر تصنع الآن مقصدا سياحيا يعبر عن هويتها من جديد، لتعود صورتها العالمية والحضارية إلى أذهان العالم فى منظر يليق بتاريخها وحضاراتها، بعد حدوث تشوهات كثيرة خلال العقود الماضية..