فى التوقيت والمكان، تظل كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى قناة السويس، أمام العالم والمصريين، هى الأقوى خلال الشهور الماضية.. الكلمة موجزة ومركزة وتحمل رسائل للداخل والخارج، تحمل السلام والتفاهم ولا تتجاهل حقوق مصر فى النهر والأرض.
كلمات الرئيس جاءت فى اليوم التالى لإنهاء أزمة السفينة الجانحة فى قناة السويس، بما يشبه المعجزة حسب شهادات خبراء البحار والسفن والموانئ والممرات المائية، الأزمة أكدت الأهمية الدولية والإقليمية لقناة السويس، وكشفت عن الإدارة المحترفة ومخزون الخبرات فى القناة، والإمكانات المتاحة للتعامل مع أزمة غير مسبوقة، وأن النجاح هو ابن الخبرة والمسؤولية.
الرئيس علق على ما أثير حول محاولات وعروض عن بدائل للقناة، وأكد أن من حق كل دولة أن تعمل لمصالحها، وأن مصر أيضا تواصل عملها للتميز والمنافسة، وتعرف أن القناة شريان بلا بديل، يحمل 30 % من حركة الحاويات بالعالم، و13% من حجم التجارة الدولية، القناة شريان الطعام والشراب والطاقة.
الرئيس وجه التحية والتقدير والاحترام والاعتزاز لهيئة قناة السويس وكل العاملين بها، الذين أداروا الأزمة بكفاءة، وأثبتوا أن هناك فريق إدارة يعمل بخبرات 150 عاما فى إدارة القناة وحركة بناء السفن والتجارة العالمية.
عودة الملاحة إلى الشريان الأهم رسالة للعالم، لكن الرسائل لم تتوقف عند القناة، حيث قدم الرئيس عرضا مركزا لمشروعات الموانئ بالبحرين المتوسط والأحمر، والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس التى بدأت من 20 عاما وتعطلت وعاد العمل بها ليقترب من الإنجاز.
وتحدث الرئيس عن الدلتا الجديدة التى تتضمن 1.5 مليون فدان، بتكلفة 400 مليار جنيه، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف للزراعة بقدرات تصل إلى 2 مليار متر للمحطة، فضلا عن عمليات تبطين الترع وترشيد مياه الرى، و»أن تبطين الترع يوفر 2 مليار متر مكعب، ومحطة بحر البقر 2 مليار متر فى السنة، ومحطة المكس 2 مليار متر مكعب.. وهى عملية إعادة صياغة لاستخدام المياه لمجابهة النمو السكانى».. وقال الرئيس: خلال سنتين سنزرع الدلتا الجديدة بمياه كانت ترمى وتهدرمع المياه الجوفية، لتكون الدلتا الجديدة مستقبل مصر.. كل هذا يدخل ضمن عملية تنمية واسعة، ومن دون تجاهل لعملية تطوير الريف المصرى بـ515 مليار جنيه، وفى نفس الوقت تطوير منظومة النقل والقطارات بتكلفة 100 مليار دولار.
وبجانب حديثه عن توفير المياه، كان السؤال عن سد النهضة وما وصل إليه، الرئيس بدأ بالتأكيد أن مصر تواصل التفاوض، وحسن النية، والتعاون، وأن مصر تكسب أرضا أمام العالم والدول الكبرى. وأعاد الرئيس، التذكير بأن مصر تواصل التفاوض لكن ليس للأبد.. «نتمنى أن نصل إلى اتفاق قانونى ملزم بشأن ملء وتشغيل السد.. محدش هيقدر يأخذ نقطة مياه من مصر، واللى عاوز يجرب يجرب، احنا مش بنهدد، وطول عمرنا حوارنا رشيد، وصبور جدا، لكن محدش هيقدر ياخد نقطة مياه من مصر وإلا هاتبقى فى حالة من عدم الاستقرار بالمنطقة لا يتخيلها أحد.. محدش يتصور ما هو مدى قدرتنا.. مياه مصر لا مساس بها، والمساس بها خط أحمر، وهايبقى رد فعلنا فى حالة ذلك قد يؤثر على استقرار المنطقة بالكامل».
كلمات الرئيس حاسمة وواضحة، مصر الصبورة المسالمة، لديها قدرات على حماية مقدراتها، تقدم السلام والتفاوض، لكنها جاهزة للتعامل مع كل السيناريوهات.. مصر الحاضرة من قناة السويس غربا وشمالا وجنوبا.