تحرص الأسر المصرية على توفير الوجبة الغذائية لأطفالها خلال عامهم الدراسى أو خلال زيارتهم للنادى أو حتى فى المنزل، فتقوم كل أم بتحضير "السندوتشات" اللازمة لأبنائها يوميًا، حتى يتم تناولها خلال فترة الراحة أو النزهة، وبالطبع كالعادة فى البيوت المصرية تكون الوجبة دسمة حتى يشبع الأطفال فى معتقداتهم.
ولكن هل فكرت الأمهات مدى الاستفادة من الطعام الذى يتناوله الطفل؟ غالبًا قد لا تنظر معظمهن إلى هذا الأمر، لكن أغلب الأمهات يقمن بوضع كمية كبيرة من الطعام، دون النظر إلى فائدتها فنجد معظم ما يتم وضعه فى "اللنش بوكس" أطعمة مضافًا إليها مواد غير معروفة المصدر أو ضارة بالصحة نظرًا إلى احتوائها على مواد حافظة تسبب -حسب كلام الأطباء- أمراضًا كثيرة وخطيرة، لا قدر الله، مع تقليل المناعة والسمنة والتقزم.
وإذا نظرنا إلى ما تقوم به الأمهات سنجد أنه ليس إلا حالة من التنافس والسباق فيما بينهن لمن تستطيع أن تملأ حقيبة طفلها بأشهى الطعام دون فائدة تعود منه، فنجد السندوتشات الدسمة، ويتعلَّلون قائلين: "حتى لا ينظر ابنى إلى صديقه وهو يأكل"، ولكنها لا تعلم أن ذلك يؤذي طفلها بسبب تناوله طعامًا لا يغني ولا يسمن من جوع.
يجب أن تعى الأمهات بأن ذلك التنافس في منتهى الخطورة وليس فى صالح أطفالها، وما هو إلا فى الحقيقة تسابق على خسارة صحة الأبناء، ويصح أن نقول إنه مارثون حول من يخسر صحته أولًا، وبالفعل هذا يحدث دون مبالغة في الأمر، فقد تلاحظ الأمهات أن أبناءها يصابون بزيادة فى الوزن بشكل لافت للنظر أو بتأخر استيعابهم للأشياء وببطء في الفهم، ولا تعلم أن كل ذلك بسبب الوجبة الغذائية المعدة للطفل، والتي تحمل بداخلها سمومًا تعرض طفلك لنقص المناعة وتجعله عرضة لكل الأمراض.
فعلى الأم أن تقوم بتحضير وجبة طفلها سواء فى المدرسة أو فى البيت بأشياء غنية بالفوائد الصحية مثل البروتين والكالسيوم والفيتامينات، فلنجعل الخضراوات وجبتنا الأساسية، ولا مانع من الفاكهة إذا أمكن، وذلك لبناء صحة جيدة وتقليل معدل إصابة أطفالنا بالأمراض.
وقد حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال افتتاحه للمدينة الصناعية الغذائية "سايلو فوودز"، على التنبيه على هذا الأمر، حيث وجه سيادته بمراقبة وزن أولادنا ومدى الكفاءة الصحية من خلال نظام غذائى صحى ويمارس الرياضة ويمارس أنشطة رياضية مناسبة طبقًا للهوايات لو أمكن.
فعلينا أن نعى ما نقدمه لأولادنا، فما تفعله الأمهات هو بالطبع خوف على صحة أولادهم، وحرص على تغذيتهم حتى يكونون أصحاب صحة جيدة، ولكن إذا نظرنا إلى مكونات الأطعمة التي نقدمها لهم سنعرف أن ذلك لا يحافظ على صحتهم، بل يهلكهم مبكرًا، فالأمر سهل وهو إدخال المكونات الطبيعية فى الوجبات الخاصة بالأطفال، والخروج من المنافسات التي لا تفيد في تحضير الأطعمة، ولنجعل شعارنا صحة جيدة لأطفالنا، فالوقاية خير من العلاج.