وسط أجواء من الديمقراطية أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات فوز الرئيس السيسى بولاية جديدة في ظل فرحة مصرية وشعبية كبيرة، وفى ظل عالم يموج بالصراعات وبتعدد النزاعات، وإقليم بات مشتعلا باشتعال الأحداث وتفاقم الأزمات، ورغم كل هذا نجح – والحمد للله - المصريون في اختيار رئيسهم في صورة مٌشرفة ومضيئة ومشاعل الأمل تدفعهم نحو بناء الحاضر والمستقبل رغم التحديات العالمية والتهديدات الإقليمية والأزمات الاقتصادية، ليضربوا المثل والنموذج فى أن الوطن يعلو ولا يُعلى عليه، وأن الوطن هو الخيار الوحيد للبقاء أحياء في سطور التاريخ.
ليسأل الجميع ماذا بعد؟.. اعتقادى أن الكل يمن النفس بحدوث انفراجة اقتصادية تحد من ارتفاع معدلات التضخم، ليعود الاستقرار للأسعار وللأسواق، ويدفع هذا وجود حالة تفاؤل بشأن الوضع الاقتصادي وحدوث انفراجة اقتصادية مؤشراتها مختلفة وثمارها مُنتظر حصادها، أبرزها انضمام مصر لمجموعة بريكس، وتفعيل اتفاقية مبادلة العملات مع بعض الدول، إضافة إلى استراتيجيات وخطط الدولة فيما يخص استكمال التنمية المستدامة وجهودها في الإصلاح الاقتصادى سواء في توطين الصناعات والتكنولوجيا أو تحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائى وتعظيم المنتج المحلى، وجذب الاستثمارات الأجنبية واستكمال المشروعات القومية، والاستمرار في إتاحة الفرص للقطاع الخاص للمشاركة والتمكين.
نعم هناك عقبات نعلمها وتفرض نفسها بقوة على المشهد بعد الانتخابات كارتفاع معدلات التضخم العالمية وما تخلقه من تداعيات وضغوط على الاقتصاد المصرى، وما يحدث من أزمات في الإقليم كتداعيات حرب غزة وتداعيات ما يحدث جراء الأزمة السودانية والليبية وحروب الغاز في البحر المتوسط، لكن الأمر - في اعتقادنا - يتطلب جهودا حكومية ضخمة وإجراءات سريعة وإرادة وطنية لتخطى هذه العقبات وتحويل الأزمات إلى فرص.
وظنى أيضا، أن مستقبل ما بعد الانتخابات مرهون بالصمود المصرى، واستكمال الطموح التنموي، والاصطفاف الوطنى والاستمرار في تدعيم قوتى الردع للدولة، والتى آراها تتمثل في القوة العسكرية الرشيدة الجاهزة المستعدة لحماية الوطن وأمنه القومى، وصلابة الجبهة الداخلية للدولة المصرية بالوحدة الوحدة الوطنية المستعدة دائما لتخطى الصعاب والاصطفاف خلف قادتها لاستكمال مسيرة البناء والدفاع.
نهاية.. قوة الأوطان – يا سادة – لا تكمن في وجود قوة عسكرية فحسب وإنما تتطلب قوة ردع أخر لا تقل أهمية وهو وجود جبهة داخلية وطنية صلبة، ونحن - والحمد لله وفضله - ننعم بهذه القوتين، لا كلنا أمل نحو حاضر بناء ومستقبل مشرق رغم كل التحديات والتهديدات العالمية والإقليمية.. حفظ الله مصرنا الغالية