في إطار النظر بعين التطلع إلى مستقبل أفضل في ظل جمهورية جديدة تنشد التنمية المستدامة بكافة محاورها وأبعادها، كانت هناك عدة تكليفات رئاسية أمس بهدف توطين الصناعة وفتح أبواب رزق أمام الشباب، وهذا شئ مقدر فى مجمله، لكن ما نود أن نشير إليه في مقالنا اليوم، هو أهمية منح المشروعات الصناعية المستهدفة حزمة من الحوافز التشجعية لتحقيق التنمية أبرزها توجيه الرئيس الحكومة بالإعفاء من كافة أنواع الضرائب عدا ضريبة القيمة المضافة، حتى 5 سنوات، وذلك للمشروعات الصناعية الوطنية التي تستهدف صناعات استراتيجية، وتوجيه آخر من قبل السيد الرئيس للحكومة بالتوسع في منح الرخصة الذهبية لجميع المشروعات التي تستهدف تعميق التصنيع المحلي، لذلك فإن اعتقادى أن مثل هذه التوجيهات والقرارات ثمارها ستكون عظيمة خاصة لفئة للشباب لأنه تزيد من فرص توطين المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر ما يعنى فتح أبواب رزق جديدة ويعكس اهتمام الدولة بهذا القطاع المهم.
وفي السياق ذاته، تابعت زيارة الإعلاميين والصحفيين إلى مشروع توشكى واتصال السيد الرئيس بهم، واستوقفنى حرص القيادة السياسية على إحداث تنمية مستدامة تنشد توطين محصول القمج كأولوية بحيث يكون مشروعا إستراتيجيا لتحقيق الاكتفاء الذاتي منه، ومن المحاصيل الغذائية بما فيها مشروعات للحوم والخضروات والتصنيع الزراعي.
أقول هذا وأنا أقدر حجم هذه المشروعات وأن نتائجها تحتاج وقتا، لكن ما يبشر بالأمل هو أن تلك الخطط والتوجيهات تحولت إلى واقع على الأرض، حيث تعمل الدولة بالفعل على استصلاح 4 ملايين فدان عبر تحديث النظام الزراعي وزيادة الإنتاج من خلال توظيف التكنولوجيا بهدف إيقاف استيراد القمح والمحاصيل الاستراتيجية، وهذا تحدى كبير - فى اعتقادى - خاصة أنه كان يتم توظيف سلعة القمح سياسيا خلال العقود الماضية في التعامل مع الدولة المصرية، إضافة إلى ما يشهده العالم الآن من أزمة نقص الحبوب وارتفاع أسعارها خاصة القمح في السوق العالمية جراء الحرب في أوكرانيا.
نهاية .. ما بين التوجيهات والتكليفات والمتابعات الرئاسية قطعا نحن أمام قرارات إصلاحية حاسمة، من شأنها أن تحول المحنة إلى فرصة بإحداث تنمية شاملة على كل أرض مصر في ظل مساراتها المختلفة حتى ولو كانت الظروف صعبة بسبب تعدد الأزمات الاقتصادية العالمية، وزيادة الاضطرابات السياسية في الإقليم، لكن ما يتم فى مصر فهو بفضل من الله تعالى، وبفضل إرادة شعبها ورؤية قياداتها السياسية.. حفظ الله مصرنا الغالية