أحمد التايب

الانقسام سيد الموقف فى تل أبيب.. نتائج الهُدنة التكتيكية نموذجاً

الثلاثاء، 18 يونيو 2024 12:51 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مؤكد أن حالة الانقسام والانشقاق باتت تشتد في مجلس الحرب الإسرائيلي بشكل خاص وداخل المجتمع الإسرائيلى بشكل عام، بل وصل الأمر إلى صدام بين الجيش والحكومة، وهو ما ظهر جليا عند إعلان الهدنة التكتيكية من قبل الجيش الإسرائيلى رغم رفض رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، إضافة إلى احتدام التظاهرات فى الشارع الإسرائيلى وتمددها ومطالبتها المستمرة بإسقاط نتنياهو وحكومته، غير تراشق المسئولين الأمنيين والعسكريين بتصريحات حادة فى الإعلام وعبر البيانات الرسمية ليرى العالم حالة من التأزم فى الداخل الإسرائيلى وانقساما لم يحدث من قبل بهذا المستوى.

وأعتقد، أن هناك عاملا لا يقل خطورة يؤدى إلى زيادة الانقسام واحتدامه، هو عامل الهجرة العكسية الإسرائيلية في ظل هجرة قرابة مائة ألف مستوطن من الشمال الإسرائيلي، وتصاعد التواترت والاشتباكات العسكرية مع حزب الله وخروجها عن قواعد الاشتباك، وخلو مستوطنات غلاف غزة بأكملها، وتأكيد الأخبار عن هجرة أكثر من مليون ونصف إسرائيلى، ما يدفع ويؤكد أن هناك حالة من القلق والخوف والرعب والانهيار للكيان الصهيونى رغم القصف والعدوان المستمر.

لذلك بات العالم كله يُدرك الآن، أن إسرائيل  باتت فى عزلة وتتلقى يوميا هزائم استراتيجية لإصرارها على العدوان الغاشم والاستمرار فى أعمال الإبادة الجماعية للفلسطينيين، وهو ما يتفق عليه كثير من الخبراء والمراقبين ومراكز البحث والاستطلاع، وما يعززه ويؤكده قرار إعلان الهُدنة التكتيكية التي أعلنها الجيش الإسرائيلي لمدة 11 ساعة في رفح الفلسطينينة، ذلك القرار الذى أثار خلافات واسعة كشفت عن حجم التباين بين القيادتين العسكرية والسياسية، وستكون نتائجها كبيرة وضخمة.

وظنى، أن الخلافات الحادثة بسبب الهُدنة التكتيكية، خطورتها فى أن الجيش قد علّل أنه اتخذ قرار الهدنة بعد مناقشات جرت مع الأمم المتحدة لإدخال مساعدات، ما يعنى أن هناك تنسيقا بين الأمم المتحدة والجيش بعيدا عن نتنياهو، وهو ما قابله نتنياهو بعاصفة من التصريحات والغضب، حيث اتصل بسكرتيره العسكري قائلاً: «هذا القرار غير مقبول»، وأن لدينا دولة لها جيش وليس لدينا جيش له دولة.، بل قال وزير الأمن القومي بن غفير، إن مَن اتخذ قرار الهدنة أحمق.

يبقى أمر لابد أن نضعه عين الاعتبار، وهو أن الخلاف والانقساد الحاد جاء بعد مقتل 8 من الجنود العسكريين وتفحمهم في كمين مركبة النمر الذي نفذته المقاومة، وجاء بعد عدة ضربات قوية للمقاومة استهدفت جنود وكمائن وآليات عسكرية وحققت أهدافها بامتياز، ما يعنى أن القوة هى سلاح الردع الحقيقى لإسرائيل، لذلك إسرائيليون  في الإعلام وعلى رأسهم لواء الاحتياط المتقاعد إسحاق بريك، قال نصا "ما يجرى في رفح عار ونحن أمام هزيمة استراتيجية لم نشهدها منذ تأسيس البلاد".

لذا نستطيع القول: إن ما يحدث فى غزة من صمود للمقاومة وللشعب الفلسطيني، هو استنزاف حقيقى لجيش الاحتلال على المدى المتوسط والبعيد ونتائجه ستظهر بقوة في المستقبل، وإن هذا الصمود الفسطينى من شأنه أن يعمق الشرخ والانقسام بين أفراد مجتمع الكيان المحتل حتى بعد انتهاء الحرب، مما يضعف موقف إسرائيل أكثر، ويفقدها الهيبة والرهبة في محيطها الدولى والإقليمي، وبالتالي افتقادها لقوة الردع التي لا طالما كانت تعتمد عليها كثيرا..

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة