مؤكد أن ثورة 23 يوليو غيرت من مجرى التاريخ المصرى، ولاشك أن الفلاح أيقونتها، بعدما تبنت إجراءات إصلاحية كبيرة ليرفع الفلاح المصري رأسه، ويمتلك أرضه الذي تكبد الكثير من الجهد والتعب بها منذ سنوات طويلة، وبدأ يجنى ثمار زرعه، ويعلم أبناءه، ويتولى الفلاحون حكم أنفسهم، وكل هذا كان بفضل قانون الإصلاح الزراعى الذى عمل على تحديد الملكية الزراعية للأفراد، وأخذ الأرض من كبار الملاك والإقطاعيين، وتوزيعها على صغار الفلاحين المعدمين، وصدرت تعديلات متتالية حددت ملكية الفرد والأسرة، متدرجة من 200 فدان إلى خمسين فدانًا للإقطاعيين.
لتكون ثورة 23 يوليو سببا من أن يكون من نسل الفلاح الطبيب والمهندس والمدرس والضابط ورجل الدين والعامل، لذا ما يجب وضعه عين الاعتبار ونحن نحتفل بذكرى ثورة 23 يوليو المجيدة، أن نجاح هذه الثورة الحقيقى فى إدراكها لأهمية العدالة الاجتماعية على اعتبار أنها أم الأولويات، فكان العين على النيل، والنيل هو الفلاح، فتم العمل على إنعاش حياة الفلاح، وبناء السد العالى - مشروع القرن - ليصبح الفلاح سيد البلد.
نعم أصبح الفلاح سيد البلد، فلما لا وأجداده هم من حفروا قناة السويس، بالمقطف والفأس؟.. ولما لا وأبنائه تقدموا صفوف الدفاع عن البلد وعن تراب الوطن، ورفعوا علم مصر على أرضه الطاهرة!.. ولما لا وهو الزارع الأول في التاريخ ومقابر الأجداد تحكى وتتحاكى بذلك..!
فإذا كانت مصر هبة النيل، فإن صانع مصر ومجدها من هذا النيل هو الفلاح الذى يبذر ليأكل الآخرون حصاده، فالخير دائما بين يديه، وهو دائما ما يمنح الرخاء على مدار التاريخ، لأنه أصل القيمة والخير..
فقولا واحدا.. فلا تقدم ولا عدالة اجتماعية إلا بالنظر للفلاح كما نظرت إليه حضارات مصر منذ القدم، وكما فعلت الزعيم عبد الناصر بعد ثورة 23 يوليو 1952.. حفظ الله مصرنا الغالية