ترك بيته وأسرته فى عز احتياجهم له بعدما شاهدوه يكبر أمام أعينهم ليصبح بطلا يدافع عن تراب بلده ويضحى بحياته من أجل رفعتها ، فلم يكن يبحث عن مجد أو شهره أو طالبا لمال ولكن فى سبيل الله يحمى الوطن ويدافع عنه، هو بحق أسطورة لبطل من طراز فريد، فى بطولة عاشها واستشهد من أجلها، أسطورة تستحق منا التذكر دوما، والوقوف لها احتراما كلما ذكرناها مدى الحياة، لنتأمل فى بطولات سطرها أبطال منسيون بطولات حقيقية ليست مصطنعة، إنه البطل الشهيد الرائد عمرو خالد حسين ابن قرية ششتا بمركز ومدينة زفتى بمحافظة الغربية.
"اليوم السابع" التقى أسرة الشهيد البطل الرائد عمرو خالد حسين ، لرصد قصته وبطولته وكان فى استقبالنا والد الشهيد البطل العميد خالد حسين الذى قال أن الشهيد الرائد عمرو دفعة 101 حربيه سلاح الاستطلاع التابع لإدارة المخابرات الحربيه والاستطلاع ، ولد بتاريخ 8 سبتمبر 1987 وتخرج فى الكلية الحربية عام 2007 ضمن الدفعة 101 حربية سلاح الاستطلاع ، تولى العديد من الوظائف فى سلاح الاستطلاع ، كما حصل على العديد من الفرق التخصصية بسلاح الاستطلاع .
ويكمل: "سافر الرائد عمرو إلى الصين عام 2012 للحصول على فرق تخصصيه ، سبق له الخدمه ضمن وحدات الشرق برفح عام 2013 ثم عاد إلى المنطقه المركزيه عام 2015 ، ثم علم الشهيد باستشهاد زملائه برفح فأصر على نقله مرة أخرى للعمل بسيناء والثأر لأصدقائه عام 2017
.
وأضاف والده أن الشهيد نفذ العديد من المداهمات والقضاء على التكفيريين وكذلك عند نقله مرة أخرى عام 2017 ، واشترك فى رصد تحركات الإرهابيين وأماكن تمركزهم وإبلاغ قيادات الشرق بالتعامل معهم على الفور ، كما تميز فى مجال توجيه الطائرة بدون طيار ، وتم تكريمه أكثر من مرة لتميزه فى الكشف عن أماكن تمركز الإرهابيين، إلا أن عاد للعمل كقائد سرية استطلاع بالجيش الثالث الميدانى ، وقام بأعمال المداهمه واشترك مع زملائه فى القضاء على مجموعه كبيره من الارهابيين .
وأشار والد الشهيد إلى أنه أثناء عودته من المداهمه ثم تفجير المدرعة بعبوة ناسفة ، ما أدى إلى استشهاده يوم الجمعه الموافق 28 يناير 2017 ، وكان الشهيد البطل حريصا على الشهاده بصفه دائمه، واتضح ذلك من كتاباته على الفيس بوك ومذكراته بعد استشهاده ، فكان دائما يردد عبارة " إنها ميتا واحده فلتكن فى سبيل الله " ، كما كان يردد هذه الجملة قائلا "على فكرة أنا وزمايلى من الضباط والجنود من الناس اللى بتشيل بعض وبتدفن بعض علشان مصر متركعش ومتبقاش زى الدول المجاورة".
وأتابع أن زملاء الشهيد أطلق عليه لقب "النقيب الشقيان" وذلك لإقدامه لتنفيذ أى مهمة ، حيث يكون أول من يطلب التنفيذ"، وأكد ذلك زملاؤه عند تلقى العزاء .
وأوضح أنه فخور باستشهاد ابنه البطل الشهيد الرائد عمرو خالد حسين رغم ما يعانيه من ألم على فراقه، لكن عندما يتعلق الأمر بالشهادة فأؤكد أننا فخورين لأبنائنا الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الحفاظ على الوطن وحماية أراضيه، وهذا أقل شىء ممكن أن يقدم للوطن فنحن جميعا فداء له .
وقالت والدة الشهيد لـ"اليوم السابع" إن ابنها رفض الزواج بإصرار ، رغم إلحاحى الدائم لها ومن والده عليه أكثر من مرة فى كل إجازة له ، حيث كان يقول "لا يريد أن أتزوج وأنجب أبناء يصبحون أيتاما من بعده" وكان نظرا لإصراره وحرصه الدائم على الشهادة .
وأضافت أنه كان دائما حريصا ألا يحكى أى شىء عن طبيعة عمله، فكان كل حكاياته عن مواقف مضحكة بينه وبين زملائه ليطمئنى عليه ، ولم نكن نعلم أنه تم نقله لسيناء، وكان حاسس انه مشروع شهيد، فعندما عرضنا عليه نقله رفض بإصرار قائلا: "لازم اخد حق الشهداء من دفعتى لحد ما اتزف ليهم ، وافرحى يا أم الشهيد بكره تزفينى إلى الجنة وأنا شهيد مدافع عن تراب بلدى".
وأوضحت أن عند تلقى العزاء أبلغها أحد أصدقائه أنه عند الاشتباك قبل تفجير المدرعة، طلب من الجندى النزول من برج المدرعة، وأمسك الرشاش وحاول يتخلص على أكبر مجموعة من الإرهابيين قبل استشهاده ، وبالفعل تم القضاء على مجموعة كبيره من الإرهابيين.
وطالب والد الشهيد البطل الرائد عمرو خالد حسين ، محافظ الغربيه والمسئولين بالقوات المسلحه بتكريم نجله الشهيد البطل تكريما معنويا ، لأنه لم يتم تكريمه حتى الآن رغم مرور أكثر من عام على استشهاده، قائلا: "يتم تكريم الشهداء كل يوم فى جميع محافظات الجمهورية، ما يشعرنا بالمرارة رغم انتمائى للقوات المسلحه لأكثر من 30 عام ، كما أنه لم يتم تكريم المحافظ لأسر الشهداء أو للتواصل معنا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة