فى ظل الحركة التنموية التى تجرى الآن على قدم وساق فى كل محافظات مصر، يأتى تبطين الترع المشروع البالغ تكلفته مليارات الجنيهات، من أهم مشروعات هذه الحركة التى تعد بمثابة الحلم الذى انتظر الفلاح تحقيقه منذ عقود طويلة، لتؤكد الدولة المصرية أنها تسعى بكل قوة وإرادة لتغيير وتطوير الريف المصرى، الذى طالته يد الإهمال لسنين طويلة.
والعظيم، أن مشروع تبطين الترع وتأهيلها يسهم فى تعظيم الاستفادة من الموارد المائية من خلال ترشيد الاستخدامات المائية، الأمر الذى سينعكس حتما في زيادة كميات المياه ورفع إنتاجية المحاصيل الزراعية، إضافة إلى أنه يعمل على حل مشاكل توصيل المياه لنهايات الترع لتحقق العدالة فى توزيع المياه على الفلاحين، وخاصة أن عدم وصول المياه كان يتسبب في بوار الأراضى الموجودة بنهايات الترع، فكم من آلاف الأفدنة عطشت لانسداد الترع بالحشائش أو تسرب مياهها أو قلتها، فلك أن تتخيل أن الفقد فى المياه بسبب الطبيعة الطينية للتربة كان يصل إلى أكثر من 50% بسبب عدم التأهيل.
بل الجميل حقا، قارىء العزيز، أن هذا المشروع سيضفى مظهرًا جماليًا للريف المصرى، بعد مشاهد التلوث والقمامة والحشائش والكلاب الضالة داخل هذه الترع، لتنتهى تلك المشاهد، بمظهر يسر العين، ويحفظ الفلاح من التلوث البيئى الذى يصاحب مسارات الترع الذى حدث بسبب زيادة الكثافة السكانية الناتج عن الزحف العمرانى على الأراضى الزراعية.
وبما أن مشكلة الفقر المائى أزمة يجب وضعها في الحسبان، فإن هذا المشروع من أهم مميزاته أنه يمنع تسريب المياه لأسفل قطاع التربة؛ بالإضافة إلى أن الترع الطينية تكون دائما عاملًا مساعدًا يسهل تراكم المخلفات فيتسبب في وجود صعوبة في إعادة تنظيفها نظرًا لطبيعتها التي تعتبر بيئة سهلة لنمو الحشائش، وبالتالى نمو هذه الحشائش سيرفع من استهلاك المياه، فمع التأهيل لا يوجد حشائش ولا تسرب.
خلاف أن هذا المشروع العملاق، يساهم فى وتوسيع الطرق والجسور الملاصقة للترع، ويزيد من فرص العمل لأنه تنفيذه يحتاج إلى أيادى عاملة بنسبة كبيرة، ويخلق بيئة نظيفة من الحشرات والفئران والثعابين، الأمر الذى كان من الممكن أن يسبب أوبئة في المناطق الريفية.
وأخيرا.. فإن مشروع مثل هذا، يعمل على توفير أكثر من 5 مليارات متر مكعب من المياه، وفقا لخبراء المياه والرى، كان يتم هدرها وفقدها فى الشبكة المائية على طول مجرى النيل، من الموارد المائية سواء من نهر النيل أو من الأمطار أو المياه الجوفية أو المعالجة، ليصب هذا كله في مصلحة الفلاح المصرى سواء برى أرضه بسهولة ويُسر، أو مساعدته فى بيئة نظيفة وحمايته من الأمراض والأوبئة أو بزيادة الإنتاجية في محاصيله الزراعية، التى سينعكس كل هذا على حياته المعيشية ومستواه الاقتصادى..