بعد الموجة الثانية للهجمات الإلكترونية.. هل لبنان على مشارف حرب شاملة؟.. إذاعة الجيش الإسرائيلى: تحويل قوات مقاتلة من الضفة للحدود مع لبنان تحسبا للحرب.. ومحللون لـ"اليوم السابع": من الصعب الإقدام على الاجتياح

الخميس، 19 سبتمبر 2024 03:30 م
بعد الموجة الثانية للهجمات الإلكترونية.. هل لبنان على مشارف حرب شاملة؟.. إذاعة الجيش الإسرائيلى: تحويل قوات مقاتلة من الضفة للحدود مع لبنان تحسبا للحرب.. ومحللون لـ"اليوم السابع": من الصعب الإقدام على الاجتياح لبنان
إيمان حنا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ـ الهجمات الإلكترونية ورقة ضغط.. نتنياهو يواجه ضغطا داخليا من سكان مستوطنات الشمال المهجرين

ـ وزير دفاع إسرائيل: نبدأ مرحلة جديدة من الحرب..خبراء عسكريون لبنانيون لـ"اليوم السابع": إسرائيل لا يمكنها تحمل كلفة فتح جبهة حرب جديدة

أثارت موجة التفجيرات الثانية التى داهمت مستخدمى الأجهزة اللاسلكية من نوع "آى كوم" مساء أمس فى لبنان، الأربعاء، الكثير من التكهنات عن قرب عملية اجتياح برى للبنان، وقد  نتج عنها 14 شهيدًا و450 مصابًا، ليرتفع إجمالى حصيلة الضحايا الناجمة عن الهجمات خلال يومين إلى 37 شهيدا وآلاف المصابين، وفق ما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية.

وهى التكهنات التى أكدتها تهديدات وزير الدفاع الإسرائيلى يوآف جالانت الذى قال أن اهتمامهم ينصب الآن على الجبهة اللبنانية، وأن مرحلة جديدة بدأت فى الحرب، كما ذكرت تقارير صحفية إسرائيلية أن وزير الدفاع الإسرائيلى يوآف جالانت زار قاعدة جوية بالقرب من مدينة حيفا الشمالية.

وقال يوآف جالانت خلال زيارته، أن مركز الجاذبية يتحول نحو الشمال، نحن ننقل قوتنا ومواردنا وطاقتنا إلى الشمال، مضيفا أن "إسرائيل تبدأ مرحلة جديدة من الحرب، علينا أن نتكيف يجب أن نظهر التضامن مع الوقت، هناك حاجة إلى الشجاعة والتصميم والمثابرة الكبيرة فى هذه الحرب".

وأشار جالانت إلى أن هدف الهجوم الإسرائيلى فى الشمال هو إعادة المواطنين الإسرائيليين النازحين سالمين إلى منازلهم.

عسكريون: نتنياهو يواجه ضغوطًا

وحول ما إذا كان توالى موجات التفجيرات على مدى يومين، مؤشر على قرب اجتياح عسكرى للجنوب، يوضح الخبير العسكرى اللبنانى العميد الركن فادى داوود لـ"اليوم السابع"، أن موجات التفجيرات الثلاثاء والأربعاء الماضيين، تزامنت مع تهديدات نتنياهو وقائد المنطقة الشمالية بالجيش الإسرائيلى ووزير الدفاع أيضا بتنفيذ عملية عسكرية الهدف منها إقامة منطقة عازلة على الحدود الجنوبية، ولكن هذه العملية لم تُنفذ حتى الآن ولو على نطاق محدود، إذن إسرائيل لا يمكنها القيام بهذه العملية، فهناك مصالح متداخل تحكم تحركات كافة الأطراف فى النزاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وأى طرف لا يريد التضحية بمصالحه، ولا ننسى أن اللاعب الأمريكى حريص على ضبط اللعبة.

وهذا ما أكدته نائبة الرئيس الأمريكى كاملا هاريس أمس الأول، بالإبقاء على الحدود اللبنانية ولا تغيير بها، هذا التصريح ينطوى على رسائل واضحة للجانب الإسرائيلى، تلزمه باحترام هذه القواعد.

وبالنسبة لحزب الله، فكان يتبع استراتيجية الردع المتوازن، ولكن لا نعلم بعد هذه الضربات القاسمة ماذا ستكون استراتيجيته خلال الفترة المقبلة، لكنه بلا شك لن يذهب للتوسعة لأنه منهك من جهة، ومن جهة ثانية مثلما ذكرت مصالح إيران وصالح الولايات المتحدة الأمريكية تحكم اللعبة برمتها.

كما أكد أن التفجيرات مركزة على هدف عسكرى واحد لإسرائيل، وهو ضرب منظومة الاتصال بين عناصر حزب الله، وإحداث شلل فى صفوفه من خلال قطع الرأس عن الجسد"، فهذه الأجهزة اللاسلكية هى الوسائط التى يتلقى المقاتلون والأعضاء فى الحزب من خلالها التعليمات والتوجيهات من القيادات، وقطعها يعنى إحداث خلل فى التواصل بشأن التحركات العسكرية وغير العسكرية، ولكن هذا لن يحدث بشكل كامل مثلما تخطط إسرائيل لأن حزب الله لا يزال لديه أدوات أخرى للتواصل والأجهزة السلكية لا تزال تعمل.

وفيما يتعلق بتكرار الانفجارات فى وقت وجيز، قال العميد فادى فى حديثه لـ "اليوم السابع"، أن هذا يؤكد استراتيجية إسرائيل فى هذه المرحلة وهى شل حزب الله وإضعاف عناصره.

أضاف العميد فادى، أن ما يتردد بشأن ضرب شبكات الإنترنت والأجهزة الإلكترونية فى المنازل غير دقيق.

وفيما يتعلق بانعكاسات هذه التفجيرات، قال إنه على الصعيد العسكرى هذه الضربة استكمالا لضربات سابقة وجهتها إسرائيل لمنظومة القيادة فى حزب الله من خلال اغتيال العناصر القيادية والمهمة فى الحزب، وهى شخصيات الصف الثانى منهم قيادات المحور الشرقى وقيادات المحور الغربى فى الحزب، وغيرها فيما يسمى بسياسة "قطع الرؤوس".

وما نراه هو استهداف القيادات الوسطى وقادات الوحدات الصغرى التى تسمى (السرايا)، وهذا نستطيع أن نلحظه من خلال أعمار الضحايا والمصابين فى التفجيرات والذين تتراوح أعمارهيم بين بداية ومنتصف الثلاثينيات، وهذا سيسبب أزمة فى منظومة حزب الله القيادية، حتى يتمكن حزب الله من تدارك هذا النقص وتعويضه، وهذا أمر ليس سهلًا ؛ خاصة أننا لا ندرك تحديدا إلى أى مدى وصلت التفجيرات لعناصر القيادة فى الحزب.

استبعاد العملية العسكرية فى لبنان، أكده أيضًا العميد الركن جورج نادر الخبير العسكرى اللبنانى، الذى أوضح لـ"اليوم السابع" أن هناك ضغطا كبيرا على حكومة نتيناهو من قبل المستوطنين الإسرائيليين الذين أُجبروا على مغادرة قراهم فى الشمال عند الخط الحدودى مع لبنان وهؤلاء عددهم ليس قليل فهم تقريبا 150 ألف مستوطن، وهذا الضغط يدفع نتنياهو للقيام بعملية عسكرية واسعة لإبعاد حزب الله من منطقة الجنوب اللبنانى التى تمثل مصدر قلق على شمال إسرائيل، وبالتالى تأمين حياة المستوطنين هناك، ما يضع نتنياهو فى وضع حرج داخليا.

وأضاف أن هناك تحديا آخر أمام نتنياهو يتمثل فى صعوبة تنفيذ العملية البرية لأنها مكلفة جدا والجيش الإسرائيلى منهك بسبب حرب غزة، ويصعب عليه فتح مجال لحرب أخرى الآن.

وأشار العميد جورج إلى أن هذه الهجمات الإلكترونية تمثل هدفا عسكريا كانت تعنيه إسرائيل ؛ ومحاولة لإثارة البلبلة والزعر بين صفوف حزب الله من جهة، وبين المواطنين اللبنانيين من جهة ثانية، خاصة أن هذه الأجهزة تم توزيعها حديثا على عناصر حزب الله كبديل للهواتف المحمولة التى قد تتعرض للمراقبة والاختراق منذ أشهر.

وأكد المحلل السياسى اللبنانى أسعد بشارة، ل"اليوم السابع"، أن العملية الاستخباراتية التى نفذتها إسرائيل من خلال الهجمات الإلكترونية على مدى يومين، مرحلة نوعية جديدة فى الصراع بين إسرائيل وحزب الله، وهذه العملية تمهيدا لتصعيد أكبر سوف تمارسه إسرائيل إذا لم تتم تسوية سياسية برعاية أمريكية.

وبالنسبة للرد من قبل حزب الله على تلك الهجمات، توقع بشارة عدم قدرة الحزب على الرد الفورى، لأن الجناح العسكرى تلقى ضربات أنهكته كما أن قرار الرد يرتبط بقوى دولية، ولا ننسى أن إيران والولايات المتحدة هما من يضعات الخطوط الحمراء لحجم تحركات طرفى الصراع، والأطراف الثلاثة لا تريد الدخول فى مواجهات عسكرية مباشرة الآن.

وأضاف أن بلا شك أن هذه الضربات الإسرائيلية المتتتالية تعد هزة كبيرة لصفوف حزب الله، وهو أمام خيارا للرد بصواريخ باليستية بعيد المدى، أو الهجوم البرى، أو استهداف مراكز قيادية فى تل أبيب، وإلا ستكون إسرائيل قد كرست معادلة استعادة الردع وهذا سيترجم خلال المفاوضات التى ستجرى حول تطبيق القرار 1701، فإسرائيل تستخدم الخيار العسكرى كورقة ضغط على طاولة التفاوض مع حزب الله وشركائه.

جلسة بمجلس الأمن

ودوليا يستعد مجلس الأمن لعقد جلسة طارئة اليوم الجمعة لمناقشة سلسلة الانفجارات الدامية التى طالت أجهزة اتصال لعناصر فى حزب الله، وأكدت رئاسة المجلس أن الاجتماع يعقد بشأن انفجارات أجهزة الاتصال اللاسلكية فى لبنان، فيما دعا مفوض الأمم المتحدة السامى لحقوق الإنسان فولكر تورك، إلى إجراء تحقيق مستقل وشامل وشفاف حول ملابسات هذه التفجيرات الجماعية فى لبنان وسوريا، ومحاسبة من أمر ونفذ مثل الاعتداء.

وأضاف تورك، أن الانفجارات التى وقعت على نطاق واسع وبشكل متزامن فى كل من لبنان وسوريا، وأدت إلى إصابة آلاف الآخرين بجروح خطيرة، نتيجة انفجار أجهزة الاتصال اللاسلكية، لصادمة للغاية وآثارها على المدنيين غير مقبولة.

وأكد فولكر تورك، أنه يجب محاسبة المسؤولين عن تفجير أجهزة الاتصال التابعة لحزب الله، وقال أن الاستهداف المتزامن لآلاف الأشخاص، سواء كانوا مدنيين أو أعضاء فى جماعات مسلّحة، من دون معرفة مَن كانت بحوزته الأجهزة، ومكان وجودها، والبيئة التى كانت فيها عند وقوع الهجوم، يشكل انتهاكًا للقانون الدولى لحقوق الإنسان.

ومن جانبه، رأى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، أن تفجير آلاف أجهزة الـ"بيجر" فى لبنان ينذر بـ"عملية عسكرية كبرى"، مؤكدًا وجود خطر جدى لتصعيد دراماتيكى فى لبنان.

ووصف جوتيريش ما حصل بأنه حدث خطير، ليس فقط بسبب عدد الضحايا الذين سقطوا فيه، ولكن أيضًا بسبب المؤشرات التى تفيد بأن تفجيرات حصلت، منوهًا بأن المنطق الواضح وراء تفجير كل هذه الأجهزة هو القيام بذلك بوصفها ضربة استباقية قبل عملية عسكرية كبرى.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة