فى ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، الأنظار تتطلع إلى قمة المنامة في البحرين التى تكتسب زخماً دولياً وتحمل آمال وتطلعات كبيرة، في ظل الظروف والتحديات الأمنية التي تشهدها المنطقة على كل الأصعدة، وفى ظل تخوف العالم من نشوب حرب إقليمية مرتقبة.
وأعتقد أن المأمول من قمة المنامة التوصل إلى قرارات بنّاءة تسهم فى تعزيز التضامن والتكامل العربى، ودعم جهود إحلال السلام والأمن والاستقرار في المنطقة من خلال وضع القضية الفلسطينية على رأس الأولويات، لا سيما مع تداعيات العدوان على غزة سواء تداعيات اقتصادية واجتماعية وسياسية، والتي تتطلب موقفاً عربياً موحداً عاجلا.
لذلك بات التحدث عن وجود خطة طوارئ عربية لمجابهة تداعيات العدوان على غزة وارتكاب نتنياهو وحكومته المتطرفة جرائم حرب، خطة تهدف إلى اتخاذ قرار عربى موحد ومشترك يتضمن تنفيذ استراتيجية عربية من شأنها وقف إطلاق النار وتقديم الدعم الاقتصادي والسياسي والإغاثي لفلسطين.
نعم نحن في أمس الحاجة إلى قرار يؤثر في المواقف الفاعلة لإنهاء الحرب والتخفيف من معاناة الفلسطينيين جراء ما يحدث من جرائم إبادة جماعية على مرأى ومسمع العالم كله، لذا، فمن المؤكد أن هذه الخطة المرتقبة – حال نجاحها - ستساهم بقوة في توحيد المواقف وتعزيز الحراك العربى للضغط على إسرائيل ونتنياهو والمجتمع الدولى، خاصة أن للعرب أوارق قوى لم يتم توظيفها أو استخدامها حتى الآن.
وبالمناسبة أورارق القوى العربية لا تقتصر على المقاطعة الاقتصادية أو حتى المقاطعة الدبلوماسية والسياسية - وإن كانت مهمة - إنما هناك أمور أخرى ما زالت في أيدى العرب، فلك أن تتخيل أن يكون هناك عمل تنموي عربي مشترك، أو تم إحداث تقدم في اتفاقية التجارة الحرة، أو وصلنا إلى تكامل عربى في كافة المجالات، فمن المؤكد أن يساهم هذا في إجبار الولايات المتحدة والغرب في مراجعة مواقفها بشكل جدى بعيدا عن سياسة المناورة والمراوغة، ويساهم أيضا فى إسقاط الحجج التي تقدمها الحكومة الإسرائيلية للاستمرار في حربها على غزة واجتياح رفح الفلسطينية، وسيتم كشف القناع عن الغرب وعن استراتيجيتهم في دعم إسرائيل؟.
أيا كان الأمر.. ما ينقص العرب الآن أن تكون لديهم استراتيجية جامعة مبنية على وحدة الصف وقوة الذات وصدق الإيمان بالقضية الفلسطينية، فهل تنجح قمة المنامة في تفعيل هذه الاستراتيجية؟..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة